الصفحة الرئيسية › ثقافة

ثقافة رسالة الى جسد تحت التراب... بقلم مريم العبيدي

وصلتنا رسالة من القارئة مريم العبيدي كتبتها لروح عمها الذي فارق الحياة.. وهذا ما جاء فيها:

رسالة الى جسد تحت التراب

كان رحيلك أشد من ان يتحمله بكاء وترثيه كلمات..

لم اكن يوما من الملحدين ولا المعارضين للأقدار

منذ رحيلك صرت أخاف أن اتشبه بالكفار
لازال وقع الرحيل يربكني ويبعث بجسدي صعقة تفزعني...
لازلت انتظر تكذيب الامر في كل إشراقة شمس
 رغم انه أمر منقضي
 الا انني لازلت أستشعر أنك بجواري
 أن الموت ما هو الا كلمة روتينية
 وغيابك امر مؤقت عادي....
لازلت أتساءل هل ورد منك اتصال....
لازلت أحلم ان يكون أبي يميني وتكون انت يساري في زفافي...
كأنني نسيت انني كنت خلفك يوم تشييع الجثمان...
نسيت ام تناسيت... واين يباع النسيان لأشتري.. سأشتري نسيانا لطفولتي...
لقطع الحلوى التي تدسها خلسة بين يداي...
للمقعد الذي اسارع للجلوس فيه حذوك...
نسيانا لعيناك وضحكتك... لصوتك... لك كلك...
ساشتري نسيانا لسنوات عشناها سوية
وسنوات عشناها غرباء...
سأشتري نسيانا لأعظم صورة رأيتك فيها وأشد لحظات ضعفك...
سأشتري النسيان لخبر موتك ...
لجسدك الممدد حذوي...
لقبلة وضعتها بجبينك الجليدي
لرعشة يدي التي مرت فوق وجهك...
سأشتري النسيان لخروج نعشك لصراخي وبكائي ... سأشتري النسيان الى الطريق الذي يأخذني الى قبرك ...
وبما ان النسيان لا يباع ... ماذا أشتري... وكيف انسى؟

مريم العبيدي- الكاف